الأهرامات المصرية حيرت العالم .. وما زالت حتى اليوم تتكشف حولها أسرار جديدة .. إليكم تفاصيل مثيرة عن الأهرامات
1. من بناها؟
الأهرامات بُنيت من قِبل المصريين القدماء خلال عصر الدولة القديمة (حوالي 2686-2181 قبل الميلاد)، وتحديدًا في عهد الأسرة الرابعة. الهرم الأكبر (هرم خوفو) شُيد للفرعون خوفو، ويُعتقد أن المهندس المعماري الرئيسي كان "حم إيونو"، وهو أحد أقرباء الفرعون وكبير المشرفين على البناء.
- العمال: لم يكونوا عبيدًا كما تصور بعض الأساطير القديمة (مثل رواية هيرودوت)، بل كانوا مزيجًا من:
- عمال موسميين: فلاحون مصريون يعملون خلال موسم فيضان النيل (يوليو إلى نوفمبر) عندما تتوقف الزراعة.
- حرفيون مهرة: مهندسون وحجارون ونحاتون محترفون.
- الأدلة تشير إلى أن العمال كانوا يُطعمون جيدًا (تم العثور على بقايا خبز ولحوم في مواقع إقامتهم)، وكانوا منظمين في فرق عمل تعيش في قرى مؤقتة قرب موقع البناء.
2. كيف بُنيت؟
البناء كان عملية هندسية معقدة تطلبت تخطيطًا دقيقًا ومهارة عالية:
- المواد:
- الحجارة الرئيسية من الحجر الجيري المحلي المستخرج من محاجر الجيزة.
- الحجر الجيري الأبيض الناعم (للتغليف الخارجي) جاء من محاجر طرة، شرق النيل.
- الجرانيت الداخلي (لغرفة الملك) نُقل من أسوان، على بعد 800 كم، عبر النيل.
- التقنيات:
- قُطعت الحجارة بأدوات نحاسية وحُملت باستخدام زلاجات خشبية تُسحب على الرمال المبللة لتقليل الاحتكاك.
- يُعتقد أن الارتفاع تم باستخدام منحدرات ترابية أو طينية مائلة (ربما مستقيمة أو حلزونية)، تُزال بعد اكتمال البناء.
- تسوية الأرض تمت بدقة عالية باستخدام قنوات مائية لضمان أفقية القاعدة.
- الأرقام: الهرم الأكبر يحتوي على حوالي 2.3 مليون كتلة حجرية، بمتوسط وزن 2.5 طن للكتلة، واستغرق بناؤه حوالي 20 عامًا.
3. متى بُنيت؟
- هرم خوفو: حوالي 2630-2611 قبل الميلاد.
- هرم خفرع (ابن خوفو): حوالي 2570 قبل الميلاد.
- هرم منقرع (حفيد خوفو): حوالي 2530 قبل الميلاد. البناء كان جزءًا من تطور تدريجي بدأ مع المصاطب (مقابر مسطحة) في الأسر السابقة، ثم هرم زوسر المدرج (2630 قبل الميلاد)، وصولًا إلى الأهرامات المثالية في الجيزة.
4. سبب بنائها؟
- ديني وسياسي: الأهرامات كانت مقابر ملكية تهدف إلى ضمان انتقال الفرعون إلى الحياة الآخرة كإله، حيث كان يُعتقد أن الفرعون يضمن الاستقرار الكوني (ماعت).
- عرض للقوة: كانت رمزًا لعظمة الفرعون وقدرة الدولة على حشد الموارد وتنظيم العمالة.
- التصميم نفسه (الشكل المثلثي) قد يرمز إلى أشعة الشمس أو الصعود إلى السماء، مرتبطًا بعبادة الإله رع.
5. ماذا يوجد داخلها؟
- هرم خوفو (كمثال رئيسي):
- غرفة الملك: تحتوي على تابوت جرانيتي فارغ (ربما لخوفو)، في قلب الهرم، مع سقف معقد من كتل جرانيتية لتوزيع الضغط.
- الفراغ الكبير: اكتُشف عام 2017 فوق غرفة الملك، طوله 30 مترًا، وغرضه غير مؤكد (ربما لتخفيف الضغط أو رمزي).
- غرفة الملكة: أسفل غرفة الملك، ربما كانت رمزية وليست لدفن ملكة فعلية.
- ممرات وأنفاق: مثل الممر الصاعد والنفق الهابط المؤدي إلى غرفة تحت الأرض (غير مكتملة).
- معظم الأهرامات نُهبت عبر العصور، لذا لم يتبقَ سوى القليل من الكنوز أو الجثامين. التصميم الداخلي كان عمليًا ودينيًا، مع فتحات تهوية رمزية تُسمى "ممرات النجوم" تتجه نحو كوكبات مثل الجبار.
6. هل يوجد تحتها فعلاً مبانٍ عملاقة؟
- الأدلة العلمية:
- هناك تجاويف وغرف تحت الأرض بالفعل، مثل غرفة تحت هرم خوفو لم تُكتمل، وشبكة من المقابر والأنفاق في هضبة الجيزة (مثل مقابر العمال وأشراف الدولة).
- اكتشافات حديثة باستخدام الرادار الأرضي وأجهزة المسح تُظهر فراغات، لكنها ليست "مبانٍ عملاقة" بمعنى مدن أو هياكل ضخمة مستقلة.
- التكهنات:
- نظريات غير علمية تتحدث عن مدن مفقودة أو غرف سرية تحتوي على تكنولوجيا متقدمة (مثل ما يُروج له عن "أطلنطس" أو حضارات خارقة)، لكن لا يوجد دليل أثري أو تاريخي يدعم ذلك.
- بعض الروايات تشير إلى أن أبو الهول قد يخفي مدخلاً لشبكة تحت الأرض، لكن التنقيبات لم تثبت ذلك بعد.
- الواقع: ما يوجد تحت الأهرامات هو جزء من تصميمها (مثل أساسات أو غرف دفن) أو مرتبط بمقابر محيطة، وليس مبانٍ عملاقة مستقلة. العلماء يواصلون البحث، لكن الاكتشافات تظل ضمن إطار التفسيرات التقليدية حتى الآن.
خاتمة
الأهرامات هي إنجاز هندسي مذهل يعكس قدرات المصريين القدماء، وما زالت تثير الفضول بسبب أسرارها. داخلها وعلى سطحها تكشف عن عبقرية عملية، بينما الفراغات تحتها أو حولها تُعد جزءًا من سياقها الأثري وليست دليلاً على شيء خارق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق