الاثنين، 11 مارس 2024

هل تعلم كيف توفي الإمام البخاري .. أعظم محدث في تاريخ الإسلام

 قصة موت الإمام البخاري .. تسلية للدعاة وعبرة للطغاة..




*تعرض الإمام البخاري لاضطهاد شديد في نهاية حياته من حكام المدن الإسلامية في شرق العالم الإسلامي.. و تحديدا نيسابور… بُخارى… سمرقند. لأسباب كثيرة منها : - رفضه تعليم أولادهم في قصورهم. فكان يقول : العلم يؤتى و لا يذهب به للأبواب. -حسد البعض من شهرته وسيرته. و غيرها من الأسباب. لما بلغ البخاري 62 سنة وصلته أوامر حاكم نيسابور أن يغادر المدينة و أنه غير مرغوب فيه.. فهاجر منها حتى وصل مسقط رأسه بُخارى.. فاستقبله الناس على أبواب المدينة و نثروا عليه الأموال والسكر ، والتفّ الناس وطلاب العلم والمحدّثون حوله حتى هجروا مجالس المحدّثين الآخرين مما كان سببا في إيغار صدور البعض عليه. لكن سرعان ما غضب من شهرته حاكم بُخارى ووصلت كذلك رسائل من حاكم نيسابور بضرورة طرد الإمام من بخارى أيضا كما سبق وطرد من نيسابور. فوصل مبعوث حاكم المدينة لبيت البخاري يطلب منه وبشكل عاجل أن يترك المدينة… وكانت الأوامر ان “الان” يترك المدينة. لدرجة ان الإمام لم يمهل ان يجمع كتبه ويرتبها.. فخرج من المدينة ومكث على مشارفها في خيمة له ثلاثة أيام يضبط كتبه ويرتبها ولا يعرف أين يذهب؟! ثم تحرك البخاري ناحية مدينة سمرقند… لكنه لم يدخل المدينة نفسها بل اتجه نحو قرية من قراها إسمها "خرتنك" ليحل ضيفا على أقاربه هناك. بمرافقة ابراهيم بن معقل، ولم يمر وقت طويل حتى وصل الحرس لأبواب البيت الذي نزل فيه الإمام… وأوامرهم من حاكم سمرقند هذه المرة.. أن لابد أن يخرج الإمام البخاري من نواحي سمرقند وقراها. وكانت هذه ليلة عيد الفطر. لكن الأوامر ان يخرج “الآن” وليس بعد العيد… فخشي الإمام أن يتسبب بأي ضرر لأقاربه الذين أكرموه… فَرتّب له إبراهيم بن معقل الكتب فوق دابته الأولى وجهز الثانية ليركب عليها الإمام. ثم عاد "ابن معقل" للبيت وبدأ يخرج البُخاري وهو يتحامل عليه… وهما يمشيان باتجاه دابة الركوب … وبعد ما يقارب ال 20 خطوة.. شعر الإمام البخاري بالتعب أكثر فأكثر.. فطلب من ابن معقل ان يمهله دقائق ليستريح.. جلس الإمام البخاري بجانب الطريق.. ثم نام . و ما هي إلا دقائق.. عندما أراد ابن معقل أن ييقظ الإمام وجده قد فاضت روحه الى الله…رحمه الله. مات الإمام البخاري على جانب الطريق ليلة عيد الفطر يوم 1 شوال عام 256 هجريا … و هو مطرود من مدينة و اخرى وثالثة و قد تجاوز عمره 62 سنة. شهادة للتاريخ : اليوم يجهل الناس أسماء حُكام نسابور و بُخارى و سمرقند ... لكن الجميع يعرف الإمام البخاري . رحم الله الإمام البخاري و رفع درجته في عليين مع النبيين و الشهداء و الصالحين . === سير إعلام النبلاء : ١٢/٤٦٨ بتصرف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق